15 49.0138 8.38624 1 0 4000 1 https://overthinking.karimhamed.com 300

الجودة تأتي أولًا | دروس في أواخر العشرينات

أشهر قليلة باقية على إتمام عامي الثامن والعشرين! منذ أن أتممت الخامسة والعشرين أي ما يزيد عن عامين، لاحظت على نفسي تغيرات فكرية بعضها جذري، اندهشت كثيرًا! هذا ليس أنا صاحب الروح المرحة المُنطلق المُندفع الذي لا يمل ولا يتعب بسهولة، ولكن على الرغم من ذلك فإنني أُكنّ بأن معظم تلك التغيرات تأتي تحت مُسمّى “النضوج الفكري”.

من ضمن ما لاحظت تغيّره هو التركيز على الجودة بدلًا من الكمية، نعم الجودة تأتي أولًا، فعلى سبيل المثال:

  • لماذا يهتم كثير من الناس بعدد سنين الخبرة والمسميات الشائعة -وأقصد هنا وجودهم في مركزهم الوظيفي- دونًا عمّا قدمه في تلك السنوات؟
  • لماذا كنت أهتم بحضور أكبر عدد من الكورسات ومشاهدة فيديوهات لا حصر لها عن مجالي قد تُدخلني في متاهة دونًا عن أخذ كورس واحد متكامل يفي بالغرض؟
  • لماذا نهتم بكثرة عدد الشهادات في السير الذاتية متخلين عن خبرة حقيقة واقعية وملء سابقة الأعمال؟ “البورتفوليو”

بل وحتى أثناء تناول الطعام …  لماذا لا نهتم بجودة الطعام من حيث القيمة الغذائية وحساب السعرات الحرارية لتلبية احتياج أجسامنا؟ .. تلك التساؤلات تدفعنا للسؤال عن الشيء الأكثر أهمية ألا وهو “الوقت”.

جودة الوقت

كثيرا ما نشاهد الفيديوهات عن أهمية إدارة الوقت ونسمع ما نسمعه من نصائح شبه يومية وأن الوقت كالسيف والوقت من ذهب وخلافه وأنا مع تلك المقولات ولكن دعنا نتوقف قليلًا للتأمل.

ماذا فعلت اليوم؟ كم ساعة قضيتها أمام منصات التواصل؟ هل قرأت أي معلومة مفيدة؟ هل شاهدت أي فيديو مفيد؟ هل أنتجت في عملك؟ أو أضفت شيئا جديدًا لنفسك؟

قد تخونك ذاكرتك الآن ولا تتذكر ماذا فعلت طوال يومك ويرجع ذلك بسبب التشتت الفكري والتفكير الزائد ولكن لا تقلق! الحل الأمثل هو أن تبدأ بمتابعة نفسك من خلال “إحصائياتك”.

أجل! تابع إحصائياتك و اعلم أين أنت الآن وما هو وضعك الحالي. أنصحك بتنزيل تطبيقات تساعدك في ذلك، وبعد هذا ستجد نفسك تلقائيًا تضع خطة لعدم إضاعة الوقت.

الروحانيات

ها قد حل علينا شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا سنوات عديدة، ومع اقتراب الشهر تزداد نصائح الشيوخ بكثرة فعل الخيرات و ختم القرآن والصدقات وغيرها

أحيانا – وهذا عن تجربة شخصية- يضعني هذا تحت ضغط نفسي كبير .. لابد أن أفعل كذا وكذا قبل انتهاء الشهر ثم أجد نفسي لا أحقق ما أردته وذلك لعدم وضع خطة واضحة أو تكلفة نفسي بمهام فوق طاقتها.

أنا لا أنكر أهمية تلك التذكرة بالطبع ولكنني أرجح الإهتمام بالجودة فمثلا: لا داعي لختم القران مرتين وثلاثة وأكثر وأنت تقرأ بدون تركيز، يكفيك واحدة فقط بتدبر.

لا تضع نفسك تحت ضغط نفسي لكي تحقق ما ترغبه ولكن ضع أهدافًا واقعية وستشعر بالرضا والسعادة فور إتمام إنجازاتِِ صغيرة.

الخلاصة:

الكيف أهم بمراحل من الكم، فكر في ذلك جيدا! … وهذا يتلخص في قول النبي صلى الله عليه وسلم (خير الأعمال أدومها وإن قل).

Share:
Category:Life
PREVIOUS POST
ما الذي استفدته من الحجر الصحي المنزلي؟
NEXT POST
لينكدان | كنت محتاج يومين كمان

0 Comment

LEAVE A REPLY